مسيرة كمال عباس – عمارة حداثية مميزة زاخرة بالتنوع

يعتبر المرحوم الأستاذ و المعمارى المميز كمال عباس هو و عبد المنعم مصطفى من أهم مؤسسى عمارة الحداثة السودانية. رحل عن دنيانا الفانية فى شهرأبريل سنة  2017 مخلفاً ورائه إرثاً فخيماً من روائع الأعمال المعمارية. كسبه المقدر جاء نتيجة عمل متصل مثمر دؤوب لمدة قاربت الخمسة عقود من الزمان. أسعدتنى الظروف بأن كنت دائماً قريباً منه فتعرفت على أفكاره و رؤاه. شهدت ظروف ميلاد بعض أعماله المميزة و تابعت عن كثب تبلور أفكار العديد منها. أسرنى كمال دائماً بعلمه الوفير المتجدد و إحساسه الفنى العالى المدعم برؤية علمية عميقة

تميز أسلوب كمال عباس عن أنداده الذين أسسوا وحملوا معه راية عمارة الحداثة السودانية. أعزوا هذا الأمر لبضع أسباب محددة. كحالة إستثنائية فى فترة الستينات كان واحداً من القلائل الذين درسوا العمارة بشرق آوربا. فى مقابل الأغلبية العظمى التى درست على النهج الغربى فى آوربا و السودان. منحته هذه الميزة معرفة متقدمة فى التعامل مع الجانب التقنى للعمارة الذى إنعكس بشكل واضح على أعماله. أضيف إليها جانب أخر مهم و هو مقدراته و إحساس الفنى العالى. التى مكنته من إنتاج عمارة تميزت بجماليات رفيعة عميقة المعانى.

من أهم سمات عمارة كمال التنوع المذهل الذى أضفى عليها حيوية ملموسة. سار هذا التنوع فى إتجاهين إلتقيا معاً ليصنعا  عمارة مدهشة. نلاحظه فى تعدد الأساليب styles و أيضاً فى التعامل مع خامات التشطيبات الخارجية. المتأمل فى هذه الظاهرة بعمق يكتشف أنها لم تكن فى أى حالة من الحالات محض صدفة أو نتيجة لحالة مزاجية عابرة. تنكبه لهذا الدرب حاد به إحيناً عن نهج الحداثة الذى أسس له و إلتزم بضوابطه. تحرره منها فى بعض الحالات كان له مبررات مقنعة. كرست مبحثاً كاملاً لتتبع هذه الظاهرة جاء بعنوان- عمارة كمال عباس: تنوع مدهش فى الاساليب و الخامات.  ضمنته فى صفحتى هنا و فى أبواب موقعى الإلكترونى. كلى أمل فى إضطلاعكم عليه و موافاتى بأرائكم النيرة.

البروفيسور مشارك دكتور معماري/ هاشم خليفة محجوب

أمدرمان- سبتمبر 2018