العمارة شبية ببنى البشر و المخلوقات الآخرى، فهى أيضاً معرضة ًلمشاكل إنتشار الأمراض و التى قد تصل لمرحلة الوباء. أنظر حولك ستلاحظ هذا الأمر على مستوى ألوان المبانى. و على أشكالها أيضاً، فقد ظهرت أخيراً ظاهرة المبانى (المكرشة) القائمة على خارطة قوامها الدائرة و الشكل المقوس. و لا يهم هنا نوع المبنى او إطاره الحضرى. تتابع إنتشار هذه لظواهر فينتابك إحساس إن العمارة هنا و هناك تعطس فتعدى من حولها من العمائر.
ظاهرة أخرى أطلت علينا فى البدء على إستحياء. ثم تمددت و لاحقاً حققت إنتشاراً ملموسا فوصلت بذلك لمرحلة الوباء إعمالاً لمعايير هئية الصحة العالمية التى تقيم بها الحالات المرضية. الإشارة هنا لظاهرة العمارة الموشحة بالكسوة بألواح الألمونيوم. و هو أمر جدير بالدراسة و التقوييم.
من الخطل إتخاذ موقف رافض لهذه الظاهرة، و من الحكمة أن ننظر إليها بموضوعية. من أهم محاسن الكسوة المعدنية أنها كمادة تشطيبات لا تحتاج لصيانة أو إعادة طلاء. و نظام تشييدها يؤمن قدراً معقولاً من العزل الحرارى. و فوق هذا كانت فى البدء تضفى على المبنى مظهراً حداثياً و كانت تعنى التميز و البريستيج
no images were found
.من أهم جوانبها السلبية ان خاماتها مستوردة بذلك تكون خصماً على مواد محلية بديلة ممتازة مثل الطوب و الحجر الطبيعى بأنواعهما العديدة. سلبياتها المناخية تحتاج لفحص دقيق. بعض من مشاكلها الخطيرة نبهنى لها خبير أوربى أشار بأن فيها مادة سريعة الإشتعال تسببت فى كوارث فى عواصم خليجية. و من سلبياتها أنها تسبغ على العمارة مسحة صناعية لا تلائم بعض أنواع المبانى مثل السكنية منها. من الجوانب المهمة أن خاصية التميز تلك و (البرستيج) قد قل مفعولها بعد إنتشارها الواسع.
من أكثر ما يزعجنى فى أمر هذه الظاهرة أن العديد من المعماريين ظن أن فى ألواح المعدن تلك سر العمارة. ربطتهم بها علاقة حب أعمى، فدخلوا فى حالة أشبه بالغيبوبة كما الدراويش فى حلقة الذكر. و طفقوا يملائون الأرض بصناديق المعدن عمال على بطال. و هبطت قيمة العمارة، إلا من النذر اليسير. من الحالات الإستثناية فندق الفردوس بالسوق العربى من تصميم المعمارى الرائع الأستاذ/ كمال عباس. و مبنى االمواصفات بشارع الجامعة حيث قام المعمارى الشاب صلاح رحمة بترويض عمارة المعدن.
كثير من المعماريين صاروا مؤقنين بأن البرستيج لا يتأتى إلا بعمارة المعدن. و هذا قول مردود دحضة أكثر من معمارى مميز. مرتضى معاذ فى تعامله مع الطوب الآلى بمركز النفط الفنى قبالة مطار الخرطوم . و حيدر أحمد على مرة بالطوب السدابة فى فرع البنك السعودى السودنى فى شارع الملك سعود بالعمارات، و مرة آخرى بالحجر الرملى فى مكتبه الإستشارى بالخرطوم شرق.
.