عمارة التراب المحسن السودانية تحتاج لمزيد من الجاذبية
ترجع علاقتنا بعمارة التراب لألاف السنين وتدل على ذلك أطلال حضاراتنا الضاربة في القدم بداءً بممالك حضارة كوش في شمال السودان. شكلت تلك القاعدة نقطة انطلاق تداعت بعدها عمارة التراب عبر القرون لتسد أفق مدننا وأريافنا. استوطنت وطاب لها المقام في شمال السودان وأواسطه حيث تنعدم أو تقل الأمطار. ظروف معينة منحته شعبية كاسحة. منها توفر خامات البناء والمهارات المحلية. من أهمها أيضاً ملائمة عمارته لظروفنا المناخية المتقلبة، فبيوت الطين باردة في الصيف ودافئة في الشتاء. تضاف لتلك الميزات سهولة تشكيله وإمكانية خدش أسطحه. استثمر النوبيون الشماليون هذه الخاصية فأنتجوا عمارة محلية تنبض جمالاً.
لا يمكن أن تخفي تلك الميزات المتعددة نقاط ضعف عمارة التراب والطين والتي قعدت به عن منافسة مواد البناء الحديثة. من أهمها ضعفه النسبي إذا قارناه بمواد منافسه مثل الطوب الأحمر والحجر الطبيعي والخامات الإسمنتية. الذي حرمه من التطاول في البنيان وهو أمر ذو مردود اقتصادي مهم. من أهم المآخذ علي عمارة التراب أو الطين ضعف مقاومته لمياه الأمطار التي تنحر أسطحه الخارجية. درج أهلنا لحمايتها بإضافة طبقة من أهم مكوناتها روث البهائم وهي عملية منفرة. قللت هذه الجوانب السالبة من فرص منافسة عمارة التراب لباقي خامات البناء الأخرى في سوح المدن (more…)