سرايات السيد عبد الرحمن المهدى طرزت عمارة العاصمة فى نصف القرن الأول
جزء من كتاب من تأليف الدكتور هاشم خليفة سيصدر قريباً بعنوان (تاريخ البيت الحضرى فى السودان)
كانت لسلطة الحكم الثنائى نظرة خاصة للإمام عبد الرحمن المهدى. تعاملت معه بحذر و إستراتيجية محددة مرسومه بعناية فائقة. ضيقت عليه الخناق فى العقود الأولى من القرن العشرين. لكنها بعد ذلك غيرت سياستها تماماً فتقربت منه و إليه لأسباب موضوعية. من أهمها أنها أرادت أن تجعل منه منافساً قوياً للقطب الأخر المنافس له، السيد على الميرغنى الذى إستمالته مصر شريك بريطانيا فى سلطة الحكم الثنائى.
لهذه الأسباب فتحت الباب على مصراعية للسيد عبد الرحمن و دعمته بشكل كبير. مهدت له كل السبل ساعدته مع مرور الزمن فى تأسيس مؤسسة إقتصادية عملاقة إرتكزت على أنشطة متعددة قوامها الأساسى الزراعة سميت بدائرة المهدى. و سمحت له بعد ذلك بتكوين كيان سياسى موازى عرف بإسم حزب الأمة. كانت قاعدته الأساسية أنصار المهدى ممن ناضل مع الإمام محمد أحمد المهدى و أبنائهم من بعهد، مع فتح الباب لكل السودانيين خارج هذا الإطار.
كان السيد عبد الرحمن المهدى، و برضى الجميع، على راس هذه المنظومة الثناية القوية المكونة من دائرة المهدى و حزب الأمة. ساعده فى ذلك وزنه الدينى و فطنته و ذكائه الوقاد و أهم من ذلك جاذبية و (كازميه) عالية تميزت بها شخصيته. أعانته تلك الخصائص فى لعب دور مقدر مؤثر. كانت له ابعاد دينية روحية و سياسية و مجتمعية ملموسة خلال مرحلة (more…)