حيدر أحمد علي: مشاغب في فضاءات ما- بعد- الحداثة
تربطني علاقة خاصة وصداقة حميمة مع المعماري المميز حيدر احمد علي امتدت لعقود من الزمان بالرغم من فارق السن إذ أنني أكبر بعشرة أعوام. لم تشوبها منفعة مادية أو عمل متبادل او مشترك. سمحت لي بالتعرف عن قرب على خلفيته وشخصيته وجوانب عديدة مماثلة. المهم أنها مكنتني من متابعة عدد مقدر من أعماله بشكل لصيق وحرصت على ذلك حتى الآن. لم تمنعني هذه العلاقة الخاصة من إبداء ملاحظاتي وتحفظاتي أحياناً بكل صراحة ووضوح. تحديداً على تلك الأعمال التي كنت أختلف فيها معه. كان دائماً يتقبلها بروح رياضية مدافعاً عن مواقفه المعمارية بدفوعات رصينة. استفدت هنا من فارق السن والتجربة والمؤهلات العلمية.
تناولي لأعمال حيدر لا يعني أنها بالنسبة لي منزهة من الخطاء أو أنها بلغت درجة الكمال أو اقتربت منه. أكثر ما لفتني إليها واسترعى انتباهي تلك الاختراقات التي يحققها من حين إلى أخر. بالطبع إن من يتنكب مثل هذه الدروب يدخل نفسه دائماً في تحديات غير معروفة العواقب. عليه يجب أن يكون مستعداً لها وحيدر كان دائماً على قدر التحدي. تَفحص تجاربه والتمعن في مردودها يشكل في حد ذاته أمراً بالغ الأهميةً وهذا هو الجانب الذي جعلني دائماً مهتم جداً بمتابعة مسيرته. التعمق فيها يمنحني ومن المفترض أن يمنحكم أيضاً فرصة نادرة في محاولة لقرأة المستقبل. مثل هذه التجربة شبيه بما يفعله العلماء وهم منكبون ليل نهار في مختبراتهم (more…)