عمارة الحجر الرملي : نشتاق لألق الساندستون
علاقتنا بالحجر الرملي أو الساندستون كما يشار إليه باللغة الإنجليزية كخامة بنائية أساسية ضاربة في القدم وتعود بنا لآلاف السنين. قصة حب طويلة مع هذه الخامة النبيلة المتوهجة وثقت لها روائع معمارية عبر عصور متعاقبة. تشهد عليها معابد وأهرامات ممالك حضارة كوش التي ترصع الصحاري في شمالنا الحبيب. حمل بين جنبات عمارته المدهشة مضمون رسالة عدة ديانات عبر عدد من الحقب التاريخية. تعامل معها بذهن وفكر مفتوح. نجح عبر مرونة طبيعة خامته ومظهرها الوهاج في عكس وتوصيل مفاهيمها العقائدية على أحسن ما يكون.
كان الساندستون حاضراً بقوة في توصيل المعاني العميقة لديانة الإله الأكبر آمون خلال مراحل ممالك كرمة ونبتة في إطار حضارة كوش. تشهد بذلك عدد من المعابد تحديداً تلك الرابضة والجاسية تحت أقدام جبل البركل وعلي رأسها معبد آمون الكبير. كان الحجر الرملي على أهبة الاستعداد لتقديم خدماته في مرحلة لاحقة لحضارة كوش. عندما اتخذ ملوك وأهل مملكة مروي خطوتهم الجريئة فاتخذوا لهم إلهً محلياُ هو آبادماك. كان له ظهور مشرف علي واجهات معبده الصغير الأنيق معبد الأسد. عمل مهيب لعمارة الحجر الرملي أرخ لمرحلة تحول عقائدي مهمة للغاية (more…)