الكلاسيكية الراجعة تسطع في سور مجمع جامعة الخرطوم
بعض المواضيع تظل دائماً من أهم شواغلي. أحدهم ذلك الإرث التليد الذي يزين عمارة عاصمتنا الحبيبة الخرطوم الكبرى. فهو مستهدف دائماً للأسف غالباً من جهات رسمية من المفترض أن تكون هي من سدنتها. الموضوع الثاني يبدو من أول وهلة على طرف نقيض من الأول وهو عمارة الشباب. واقع الحال وبعض المستجدات أثبتت أنه ليس هناك تناقض. سأحاول هنا أن أجمع بينهما بالحلال. سأتطرق لعمل معماري يحسبه العديد منكم بأنه لا يستحق تسويد الصحائف لعرضه دعك من مناقشته كموضوع مهم وحيوي. العمل هو لدهشة جزء مقدر من القراء السور الشمالي لمجمع الوسط الخاص بجامعة الخرطوم المقابل للنيل الأزرق.
في واحدة من نزواتي التي لا تنقطع جال بخاطري خلال العشرية الاولى من هذا القرن أن أقدم محاضرة مطولة تحتفى بعمارة جامعة الخرطوم. اخترت لها عنواناً قصدت أن يكون حاوياً وجاذباً وهو (عمارة جامعة الخرطوم: من كلاسيكيات الطوب الاحمر إلى أفاق الحداثة). حاولت بقدر الإمكان أن أغطى جوانب هذا العنوان العريض. طفقت أجوب مواقع الجامعة في المدن الثلاثة وبواديها ب (كراع) باحث. بصراحة وجدتها فرصة للـتجسس على زملائي الأساتذة من كافة الأجيال بفحص جلائل أعمالهم المعمارية بتمعن. هذا لا يعنى بأي حال والاحوال بأنني أتميز عليهم فعدد مقدر منهم من أساتذتي. (more…)