معابد الحضارات القديمة: قمة في التعبير المعماري
قد يتساءل البعض من اهمية التنقيب في الاثار والرجوع لمئات والاف السنيين للوراء. اغلبكم يعتبر ان تمجيدها والزهو بها عمل وطني الهدف منه المباهاة مما يجعله امرا محمودا لأنه يرفع من اسهمنا بين الامم الأخرى. بالذات بعد ان تضائل شاننا نسبة لعثراتنا السياسية المتلاحقة. الإشكالية في ان ما نقوم به في هذا الإطار يتم دائما بطرق مكررة مموجة ليس فيها مجهود او روح ابتكارية. الاغاني الوطنية لا تنقطع عن الوسائط الاعلامية بمناسبة وبلا مناسبة في اغلب الاحيان. صور وافلام اثارنا الرائعة في شمال البلاد استهلكتها شاشات التلفزيون التي تعيدا باستمرار بدون شرح او تعليق مفيد. تذكرنا بقصة حال التاجر الذي افلست تجارته فطفق يبحث في دفاتره عسى ان يجد فيها اسماء بعضا ممن استدانوا منه املا في حل مشاكله المالية.
ما يحدث هنا يقودنا لظاهرة مهمة لها علاقة بما أشرنا اليه. هي طريقة التعامل مع تاريخنا وتراثنا المعماري في كليات واقسام العمارة. في اغلب الحالات يطرح الاساتذة موضوعاتها على الطلاب بطريقة تقريرية سطحية تفتقد الى العمق الذي ينفذ الى مضامينها السامية. السبب في هذا الاخفاق مرده غالبا هو تكليف اساتذة تخصصاتهم ليست لها علاقة بهذا المكون من المقررات. الطلاب من جانبهم يبادلون الاساتذة ودا بود. يحفظون تلك المعلومات السطحية عن ظهر قلب ويتقايونها على الورق يوم الامتحان فيجنون اعلى الدرجات. اهم من كل ذلك ان ينسوا كل ما تعلموه تماما لان الهدف منها قد تم تحقيقه بنجاحهم في الامتحان. تعلموا دائما ان دروس التاريخ لا قيمة لها لاحقا لان ما مضي قد فات ولا معنى للعودة اليه. (more…)