تراث العاصمة المعماري في مهب الريح: حالة مدينة امدرمان
إذا نجي تراث بلادنا المعماري من الإزالة فإنه غالبا لن يسلم من التعديل والتشويه. يحدث ذلك في المدن المهمة وتحديداً العاصمة الخرطوم الكبري. على مرآي ومشهد من السلطات والجهات العليا المسئولة عن الحفاظ على تراثنا. المحزن تؤاطي تلك الجهات واشتراكها أحيناً في بعض الاعمال التي تعتبر إجرامية بالمعايير العالمية العلمية والوطنية. شهدت الخرطوم الكبري سلسلة متتابعة من تلك المجازر خلال العقود الماضية. المحزن ان كثافتها ازدادت خلال فترات الحكم الوطني وارتفعت وتيرتها بشكل مقدر في فترة نظام ثورة الإنقاذ الوطني. الواضح هنا أنه مرتبط بحجم العمل الكبير والملموس في مجال التنمية الحضرية. سأركز هذه المرة على حالة مدينة امدرمان املاً في أن تمتد تغطيتنا لباقي المدن الثلاثة في مرات قادمة.
نبدأ طرحنا لهذا الموضوع بالمنشآت والمباني الدينية باعتبار أنها تتوفر على مخزون تراثي مقدر. سنتعامل معها على اساس تاريخي مبتدئين بأقدامها وفي هذا الإطار سنعطي اسبقية لأكثرها اهمية. قد يستغرب المرء ان تتضمن القائمة ميدان او ساحة باعتبارها ليست مبني لكي نضعها في قائمة الاعمال المعمارية التاريخية. تناولنا لتاريخها وسيرتها الذاتية سيبرر اختيارنا لها ضمن هذه القائمة ووضعها على راسها. سيكون كافياً لإقناعكم بأهمية ان تكون ساحة جامع الخليفة التاريخية بأمدرمان هي فاتحة حديثنا عن عمارتها التاريخية. الذي أستُهدف ولا زال عرضة للاستهداف حتى زماننا هذا عبر عهود سياسية متلاحقة. سيظل مستهدفاً إذا استمرت الاوضاع على ما هي عليه الآن. (more…)