تحية للوطن في ذكرى عيد الاستقلال
طقوس وتقاليد احتفالنا بعيد الاستقلال في كل سنة في مطلع شهر يناير صارت مكررة. حفظناها عن ظهر قلب لان مواضيعها متكررة بالرغم من انها تقدم في عدة صور. نفس الأغاني والأناشيد والخطب الرنانة والمقاطع الفيلمية تطرح عبر عدد من الوسائط والمنابر لكن المحتوي واحد. فيها تركيز متكرر على الجوانب والاحداث السياسية. انحرافها قليلاً وتغطيتها للجوانب الفنية والادبية والمسرحية لا يخرج كثيراً عن نفس ذلك المسار والأسلوب. فيها تركيز شديد علي ماضي تليد ضارب في القدم وهو مؤشر مزعج وظاهرة تستدعي الانتباه. يدل على حرج من ذكر العهود والعقود الحديثة. تقييمي للموقف بكامله يشير إلى نظرة ضيقة محدودة الأفق لا تخلو من التشاؤم تركز على الماضي وتتجاهل المستقبل.
إنني لا أعترض على مبدأ احتفالنا بأعياد الاستقلال لكن لي تحفظ على المحتوي والنهج المتبع. مع كل احترامي لفكرة إعلاء شأن كل من أسهم في نيلننا للاستقلال في كل العهود السابقة إلا أني أري قصوراً في هذا الجانب. آخذ عليه التركيز الشديد على الجوانب السياسية مع إقراري بدورها المؤثر. لكنني لا أنكر الاهتمام الخاص بالجوانب الادبية والفنية. لكنها تركز على شخصيات محددة وتعيد كل سنة نفس الكلام. يعاب على المساهمات في هذه الجوانب انها تهتم بشكل أكبر وتركز على البعد التاريخي. مع أنه من المفترض ان واحداً من أهم اهداف قراءة التاريخ هو استيعاب منجزاته لبلورة رؤية مستقبلية. أحس دائماً بغياب هذا الجانب المهم. (more…)