عمارة مدهشة: الكلاسيكي داخل الحديث والعكس صحيح
دَرستُ العمارة مرتين ودَرستُها ردحاً من الزمان وفق قناعات أساسية. جاء جلها وفق مفاهيم ما عرف بتوجه الحداثة الذي سيطر على ساحة تعليم العمارة فى بلادنا منذ بداية تأسيسها في منتصف القرن الماضي. واحد من أهم تلك القناعات أن العمل المعماري السليم يجب أن يكون تصميمه الداخلي متوافق مع مجمل عمارته. لكن منذ سنوات عديدة جرت مياه كثيرة تحت الجسر تسبب في فيضانات جرفت وزعزعت مثل هذه المسلمات. ارتبطت هذه التحولات بتعرض توجه الحداثة الذي قامت عليه تلك المفاهيم لإنتكاسة في الغرب الأوربي في سبعينيات القرن الماضي.
العمارة منتج ثقافي وضرب من ضروب الفنون. لذا فهى تخضع لكل المتغيرات التي تحدث من حولنا. خلال العقود السابقة حدث انقلاب في مجال العمارة أعتبر كردة فعل لطوفان عمارة الحداثة الذي اتسم بالإمعان في التكرارية والاشتطاط في الانتظامية. أنتج فضاءات معمارية غطت أفق المداين مكررة الملامح والمحيا. خصمت هذه الظاهرة من رصيد عمارة الحداثة فمهدت الطريق للبحث عن رؤى جديدة. واحد منها تبنى دعوة قوية لتجاوز إخفاقاتها بالعمل الجاد لاسترداد عنصر المفاجأة وإنتاج عمارة أكثر حيوية. سعت في هذا الإطار لمراجعة بعض المفاهيم المتجذرة مثل تلك التى تصر على إتساق التصميم الداخلي مع عمارة المبنى. بعض معماريونا تفاعل إيجابياً مع تلك الرؤى الجديدة وقدموا أعمالاً مميزة. (more…)